درس
ْْْ
لم يجد أثرا للهيكل العظمي الذي اشتراه من الدفان منذ شهرين ..تساءل :أين اختفى وهو بساق واحدة ؟..لكنه وجد رسالة منه..
"..الحنين للمكان ملء عظامي ..أعرفكم ولا تعرفوني ..أنا خادمكم المطيع(..) فقد كنت لك حمارا وأنت صغير ،وكنت لأبيك عبدا ، ولأمك مرمطونا..وبعد حادث السيارة وبترساقي ..رأيتم أنني لم أعد أصلح للخدمة ..فطردت طرد الكلاب،وساءت حالتي المادية والصحية فمددت يدي وتسولت ،حتى وافتني منيتي في أحد الشوارع ،ودفنت في مقابر الصدقات ..ولما أحضرني الدفـــان في حقيبة إليك ،فرحت بك ،وفرحت بالمكان الذي لاأستطيع نسيانه..ومرة أخرى لم أسلم من الإهانة وأنا بهذه الصورة إذ وجدتك تعير جمجمتي لزميلتك ،وبعض فقراتي لزميل آخر ؛ لقد وزعتني على زملائك..فلما تجمعت بعد شتات قررت الرحيل عنك ..إن أردتني فاصعد إلى سطح البيت ,,ستجدني في غرفة الغسيل ترابا متفحما .."
الفقراء ..يموتون مرتين
ردحذف--------
ردحذفالمجتمع يتعرى ويكشف عن أبشع عوراته وسوءاته ،هاهناصورة خفية لمأساة إنسانية تحدث كل يوم ، وهي مأساة أشبه بالجريمة المنظمة ،وجميع أطرافها معلومة غير مجهولة..وقمة المأساة فيها أنها ترتكب باسم العلم ؛وعليه وبه تنتهك حرمات الإنسان حيا وميتا...
ولعل المشكلة تطرح سؤالا على المسؤولين وأصحاب القرار:- أين أنتم؟وإلى متى ؟ وهل في الإمكان أحسن مما هو كائن .؟؟