أظهرت نتائج الاستطلاع أن العراقيين هم الأقل سعادة بين شعوب العالم. لا يأتي تصدّر العراق للقائمة مفاجئاً، فللعراق تاريخ دمويّ طويل مع المعاناة السياسية والأمنية، وهو ما زال يعاني انعداماً في الاستقرار وانقساماً سياسياً حاداً وصراعاً على النفوذ بين أفرقاء سياسيين مدعومين من جهات خارجية. لكن المستغرب في الدراسة هو أن تأتي كل من إيران والعراق ومصر – وحتى اليونان – في مراتب متقدمة عن سوريا، برغم الحرب الدائرة فيها.
تبوّأت مصر المرتبة الثالثة متأثرة كما العراق بانعدام الاستقرار والخيبات العديدة التي ألقت بظلالها على المشهد السياسي بعد ثورة 25 يناير عام 2011 فضلاً عن المشاكل الاجتماعية التي يعانيها المصريون من فقر وبطالة.
تتنافس إيران مع العراق ومصر على التعاسة، فقد حلّت في المرتبة الثانية. ليس في ذلك مفاجأة، في بلد تحكم فيه الشرطة قبضتها على الشعب وتحد ّمن الحريات وتوقع عقوبة الإعدام على المعارضين، في حين يعاني المواطن الإيراني من ارتفاع نسبة البطالة والتضخم بسبب العقوبات الدولية المفروضة على بلاده. وكنموذج عن ذلك، يأتي إلقاء الشرطة الإيرانية أواخر الشهر الماضي القبض على 6 شبان نشروا فيديو لهم وهم يغنون أغنية "سعيد" Happy للمغني الأميركي فاريل وليامز Pharrell Williams، لما في ذلك من مساهمة في تعزيز السطو الثقافي الغربي.
لا تغرك مظاهر السهرات الصاخبة والطمأنينة التي حلت في الشارع اللبناني بفعل التهدئة السياسية والخطط الأمنية التي حدت من العنف في البلاد، إذ صنف استطلاع الرأي نفسه لبنان في المرتبة العاشرة من حيث قلة السعادة. ربما كان ذلك تأثراً بالحزن الذي يخيم على مشهد جاره السوري، فضلاً عن مشاكله السياسية والأمنية المستمرة في ظل فشل الطبقة السياسية في انتخاب رئيس جمهورية في الموعد المحدد دستورياً خلال الشهر المنصرم.
قاست مؤسسة غالوب المشاعر السلبية في 138 بلداً بطرحها أسئلة على الألف المشمولين باستطلاعها من كل بلد عن مشاعرهم العام الماضي، وذلك عبر مقابلات أجريت وجهاً لوجه أو عبر الهاتف. تمحورت الأسئلة المطروحة على المشاركين (أعمارهم فوق الـ15 سنة) حول مشاعر مرتبطة بالغضب والقلق والضغط النفسي والألم الجسدي والحزن بشكل عام لينتج عن الأسئلة مؤشرٌ للخبرة السلبية في كل بلد مشارك. يذكر أن المؤسسة أجرت في وقت سابق دراسة عن نسبة تفاؤل الشعوب في العالم.
تعليقات
إرسال تعليق