هذا الكتاب كشف جديد مذهل لعالم خفي مجهول، وكنز من المعلومات التي تقف أمامها عزيزي القارئ في دهشة تامة،
وهو ليس الكتاب الأول، ولن يكون الأخير، في عالم الجن، فقد سبقه كتب كثيرة لعلماء وفقهاء كبار عن الجن
ومشاركتهم الإنسان في كل حركاته وعلومه وأفعاله، حتى أنه أي الجني – كما يعتقدون - يشارك الإنسان في زوجته.
وهذا الكتاب وصف لحياة الجن ومجتمعهم وقوانينهم ودولهم وملوكهم وأشكالهم وأعمالهم وعلومهم والعلاقة فيما بينهم،
وفيما بينهم وبين البشر، وهو في كل هذا يعتمد بشكلي كلي على أحاديث الرسول صلى الله عليه و سلم
حتى ليظن القارئ – وبعض الظن إثم – أن المؤلف استحضر هذا الجني المسلم بهدف إثبات صدق أقوال الرسول (صلى الله عليه و سلم)
التي لا يمكن لأحد أن يخامره الشك فيها. ونظرا لحجم وأهمية المعلومات التي يحتويها هذا الكتاب،
فقد رأيت أنه من المفيد، بل من الضروري أن يطلع عليها الناس أو بعضهم على الأقل،
علّها تساعدهم في معرفة الحقيقة وإعادة تجميع الصورة.
1- مقدمة الكتاب:
ولما كان الجن خلقا يساكننا هذا الكوكب، أو بتعبير أدق نحن ساكناه الأرض، فهو أسبق منا وجودا،
ولتكليف الله إياه بالعبادة والفرائض التي شرعها، اختصر لنا (الوحي) كل الطرق لمعرفة هذا العالم،
وبينت لنا (السنة النبوية) ما خفي عنا- بجلاء- مما هو متعلق بهذا العالم، حتى لا نضل سواء السبيل.
وحين كنت مديرا لمسجد الملك بحدائق القبة حيث إمام المسجد وعالمه فضيلة الشيخ (عبد الحميد كشك) حفظه الله،
وهو أحد أساتذتي الأجلاء، وقد دخلت علينا فتاتان تستفتيان في تلبس (جنية) بإنسية، والاثنتان مسلمتان،
أعني الجنية والإنسية، وقد تم التلبس أمام عيني- وليستيقن الذين آمنوا- وحادثتُ الجنية في أمور عديدة،
وهي تركية الأصل وتحسن العربية واسمها (جورحينا عبد الرحمن)، وبعدها بفترة زارتنا فتاة ملبوسة بجنية كافرة بل ملحدة.
إثر ذلك زادت خبرتي بهذا العالم العجيب،
فاستخرت الله عز وجل لتأليف هذا الكتاب عن عالم الجن الذي شاء الله عز وجل أن يتم بيني وبين جني مسلم
– بل كان كافرا ثم أعزه الله بالإسلام- عدة لقاءات متتالية مطولة،
وأستميح القارئ العزيز عذرا إن ضننت عليه بسر كيفية اللقاء حتى لا أسيء لمن أحببت،
ولأن من خلق المسلم صيانة السر واعتباره أمانة.
2- ضيف الكتاب:
جني مسلم أصله من الهند، من بومباي، كان مسيحيا كافرا، ثم أعزه الله عز وجل بالإسلام وهداه إلى الإيمان،
وهذا الجني المسلم يبلغ من العمر (180) عاما، وإسلام هذا الجني كان فتحا، فقد أسلم معه كثيرون لإسلامه،
منهم عشرة آلاف جني هم حرسه الخاص وحاشيته ،
فهو أمير كبير ذو صيت ومهاب، نسأل الله عز وجل أن يهدي به آخرين، وأن يثبته على الإيمان والإسلام.
- عالم الجن:
بعد أن يشرح المؤلف المعاني المختلفة لكلمة جن واشتقاقاتها واستعمالاتها في اللغة العربية،
يسأل صديقه الجني المسلم عن أقدم لغات العالم، فيخبره أن اللغة العربية هي أقدم لغات العالم، وهي أم اللغات وأولها ،
ومنها تفرعت كل اللغات الأخرى. ثم يؤكد المؤلف على وجود الجن المسلم والجن الكافر مستندا على قوله تعالى في (سورة الجن – الآيات 13-15) ،
وبعد أن يحدد المادة التي خُلق منها الجن،
وهي النار، يجيب على استغراب وشكوك قصار الفهم الذين استشكل عليهم أن يكون الجن من النار ويعذبون بالنار،
فيعتبر أن ذلك قضية إيمانية بالدرجة الأولى إذ أن الله قادر على كل شيء.
ثم يرد على الذين يقولون: إن الجن إذا أسلم وآمن وحسن عمله لا ينتفع بنعيم الجنة وملذاتها،
ولا ثواب له يوم القيامة سوى النجاة من النار، داحضا هذه الأقوال، ومؤكدا على ثواب الجن ومكافئتهم،
مستشهدا بقوله جل جلاله في حور عين الجنة بالآية (56) من سورة الرحمن: (فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان)،
ويستدل على رأيه كذلك بالآيات (130-132) من سورة الأنعام، ثم يستعين بتفسير القرطبي ليؤكد أن الجن تغشى في الجنة كالإنس. (تغشى أي تضاجع – الكاتب)
في هذا الفصل يذكر لنا المؤلف شيئا عن حياة الجن ومساكنهم وممالكهم فيقول:
الجن خلق كثيف العدد وكثيره إلى درجة لا يتخيلها عقل البشر، فإذا كان عدد سكان الأرض من بني آدم خمسة مليارات،
فإن عدد سكانها من الجن يفوق هذا العدد بمليارات ممليرة، ويندر أن يكون هناك مكان بهذه الأرض غير معمور بالجن برا وبحرا وجوا،
والجن أجناس وأصناف وألوان وأمم، وعالمهم كعالمنا، دول وملوك وقبائل وشعوب وأمراء وملوك ورعية،
وأديانهم كأديان بني البشر، فيهم المسلم – بحمد الله وفضله وهدايته وتوفيقه – وفيهم المسيحي الضال،
واليهودي المغضوب عليه، وفيهم الهندوسي والبوذي والوثني، وفيهم الملحد الشيوعي،
ومن أعجب العجب أن أحدهم كان يحضر دراسات في الفكر الشيوعي، ويجادل ويدافع عنه
- ومن حسن حظه أو لسوء حظه- أنني لم أكن موجودا حينها، لأفحمه، فلعله كان يسلم لله رب العالمين.
وأغلبهم والعياذ بالله مسخ قبيح، أو كلاب، ولإبليس مملكة ضخمة ووزراء وحكومة وإدارات كبيرة،
وله أي لإبليس خمسة مندوبين كبار ما زالوا أحياء حتى يومنا هذا، والجن معمر وأغلبهم يعيش آلاف السنين،
وهم يتلصصون على أخبار السماء ويسترقون السمع،
وإن جدي الكبير- أي جد الجني- كان يسترق السمع فأتبعه شهاب ثاقب أهلكه.
وقد قال الله تعالى شأنه في (سورة الحجر 16-19): (ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين وحفظناها من كل شيطان رجيم إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون).
كما روى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها عن النبي (ص) قال: (الملائكة تتحدث في العنان- والعنان: الغمام- بالأمر يكون في الأرض، فتسمع الشياطين فتقرها في أذن الكاهن كما تقرُّ القارورة، فيزيدون معها مائة كذبة).
ومن الجن من يقيم إقامة دائمة بمنازلنا، ومنهم من يأوي إلى الحمامات وبلاعات المجاري،
وهم في النهاية عالم قائم لهم منازلهم ومدنهم وزراعاتهم، ولهم تاريخهم وعقائدهم وأحزابهم وشعوبهم وملوكهم،
ومع ذلك إياكم أن تدعوا غرفة في المنزل خالية من حركتكم، ولو فرشت غرفة نوم وتركتها خالية دون أن تذكر الله بها فإن الشيطان ينام على الفراش،
وهذا كلام محمد (ص): (فراش للرجل وفراش لامرأته والثالث للضيف والرابع للشيطان)3 ،
ولذلك فكما أوصى محمد (ص)، فيما روى أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله (ص) قال: (إذا قام أحد من فراشه ثم رجع إليه فلينفضه بصنفةِ إزاره ثلاث مرات، فإنه لا يدري ما خلفه عليه بعده)4 .
ويتابع الجني المسلم: وهناك جيوش لإبليس منتشرة في كل مكان هم المتسكعون.
وهم الذين يزينون النساء في عيون الناظرين لتزداد إثما، ومن هؤلاء الشياطين من هو مختص بالنصف الأسفل من المرأة يوسوس لها بالإكثار من هزه،
ويزين هذه المنطقة لكل ناظر، وهذا الصنف من الشياطين يعمل ليل نهار بلا كلل أو ملل، ولا يستريح إلا قليلا.
وليس أدل على ذلك ما رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي الزبير أن رسول الله (ص) قال: (إن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان)،
وفي الصحيحين من حديث أسامة بن زيد أن النبي (ص) قال: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)،
وفي صحيح مسلم من حديث أبي سعد الخدري عن النبي (ص) قال: (اتقوا الدنيا واتقوا النساء)،
وعن ابن عباس عن النبي (ص) قال: ( لم يكفر من كفر ممن مضى إلا من قِبَلِ النساء، وكفر من بقي من قِبَلِ النساء)،
وعن سعيد ابن المسيب أن الرسول (ص) قال: (ما أيس الشيطان من أحد قط إلا أتاه من قِبَلِ النساء).
يفجر المؤلف قنبلته الصاعقة، ويكشف للعالم مكان وجود إبليس، يقول الكاتب:
إنها مفاجأة للعالم أجمع، وكتابي هذا بإذن الله وتوفيقه مليء بالمفاجآت، وحل للغز الذي طالما حير العلماء والباحثين ولا يزال،
وإن كان صعبا إخضاع ذلك للتحقيق العلمي، لكنها الحقيقة كاملة أقدمها بفضل الله وتوفيقه للعالم الإسلامي ثم للعالم أجمع، ثم للباحثين عن حل اللغز ليريحوا أنفسهم من عناء كد الذهن وإنفاق المليارات من أجل التصوير بالأقمار الصناعية.
ولا يظن ظان إنني بفضل الله أقدم هذه الهدية العلمية بسهولة، فقد بذلت الكثير الكثير من المال- بقدر الطاقة- لاستضافة الجني المسلم،
ثم بذلت الكثير من الجهد العقلي في النقاش والمحاورة والمداورة.
إن عرش إبليس على البحر، كما يقول محمد (ص) في حديثه الذي أورده مسلم في صحيحه: (إن عرش إبليس على البحر فيبعث سراياه فيفتنون الناس فأعظمهم عنده منزلة أعظمهم فتنة...) وهو عند برزخ الماء حيث يقول الله في سورة الرحمن (19-20) ( مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان).
إنه يقع في منطقة مثلث برمودا، وجند إبليس وراء حوادث اختفاء الطائرات والسفن، خاصة وأن من يقودها ليسوا مسلمين، فلا حصانة معهم ضد الشياطين.
- الجن معيشة وقدرات- أشكال وأنواع:
إن ليلة العرس عند الجن مثلها عند الإنس، يخلو الرجل بأنثى الجن ويفض بكارتها التي خلقها الله دلالة على عذريتها،
والشرف عند الجن له أهمية عظمى تزيد قدرا عن عالم الإنس، وحجم معاناة الجنية الحامل يفوق حجم معاناة الإنسية الحامل،
لأن مدة حمل الجنية خمسة عشر شهرا، والبطن الواحد للجنية يتراوح عدد الأولاد فيه من سبعة إلى تسعة، وأحيانا تضع الجنية إثنا عشر ولد بين ذكر وأنثى،
وترضع أولادها كما يفعل إناث الإنس مع فارق أن مدة رضاعة طفل الجن تستغرق عمر إنسان من الإنس،
بعد ذلك يكبر الطفل ويتعلم ويدخل المدارس والجامعات، لكن بوسائل أرقى، ومعلومات مختلفة، وهناك من يتعلم الطب والهندسة والآداب والصحافة.
أما فيما يتعلق في مجامعة الجني للإنسية فهذا حق لأن رسول الله يقول: (إذا جامع الرجل أهله فلم يسمِّ انطوى الجان على احليله فجامع معه)5 .
وهذا تحذير نبوي لكل مسلم أن يستتر من الجن عند الجماع، وحبذا أن يقول كما أوصانا الرسول (ص): (بسم الله ، أللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا)، وإلا فإن شيطانا ما أو جنا فاسدا يحضر هذا الموقف ويشارك الرجل في جماع زوجته، بل ويقذف منيه مع مني الرجل فيفسده،
وهناك من النساء من تبتعد عن ذكر الله فيتلبس فيها جني ويقذف منيه بفرجها وهو يعيش فيه، وذلك عند كل جماع من زوجها الإنسي.
- أنواع الجن
الجن على ثلاثة أنواع كما يقول رسول الله (ص): (الجن على ثلاثة: فثلث لهم أجنحة يطيرون في الهواء، وثلث حيّات وكلاب، وثلث يحلّون ويظعنون)6 .
والكلاب في مجموعها نوع من الجن إلا أن الأسود البهيم منها ذا نقطتين بيضاويتين فوق عينيه شيطان مجرم حلال قتله إذا رأيته لا تتركه، اقتله.
وقد أخرج مسلم في صحيحه عن ابن الزبير عن جابر بن عبد الله، قال: ( أمرنا رسول الله (ص) بقتل الكلاب، حتى أن المرأة تقدم من البادية بكلبها فنقتله، ثم نهى النبي عن قتلها ،
وقال: عليكم بالأسود البهيم ذي النقطتين فإنه شيطان) كما جاء في مسلم كتاب الصلاة- باب: قدر ما يستر المصلي،
عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال: قال رسول الله (ص): (إذا قام أحدكم يصلي، فإنه يستره إذا كان بين يده مثل آخرة الرجل، فإذا لم يكن بين يده مثل آخرة الرجل، فإنه يقطع صلاته الحمار والمرأة والكلب الأسود) قلت يا أبا ذر: ما بال الكلب الأسود من الكلب الأحمر من الكلب الأصفر؟! فقال: يا ابن أخي: سألت رسول الله (ص) كما سألتني فقال: (الكلب الأسود شيطان).
وفي مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، قال الإمام: (والجن تتصور بصورة الكلب الأسود، وكذلك القط الأسود، لأن الأسود أجمع للقوى الشيطانية من غيره، وفيه قوة الحرارة).
وبالنسبة للحيّات فهناك حيّات كثيرة أصلها جن، وحيات كثيرة ما هي إلا جن متشكل في هيئتها،
إلا نوعين لا يستطيع الجن أن يتصور في صورتيهما، لهذا لا تتردد في قتل هذين النوعين، أما ماعدا ذلك فانذره وحذره ثلاثا قبل أن تقتله، فإن هرب وولى كان بها، وإلا فسمِّ الله تعالى واستعن به واقتله.
ولقد أخبر محمد (ص) بهذين النوعين وهما (الأبتر) و (ذو الطفيتين)،
وقد روى البخاري عن ابن عمر أنه سمع النبي يخطب على المنبر يقول: ( اقتلوا الحيات، اقتلوا ذا الطفيتين والأبتر فإنهما يطمسان البصر ويسقطان الحبل)،
وفي البخاري أنه (ص) قد أمر بقتل الحيات جميعا ثم نهى بعد ذلك عن ذوات البيوت وهي العوامر.
وماذا تقول في القطط؟ سأل المؤلف الجني المسلم، فقال: القط الأسود غالبا شيطان، أما غيره فيمكن للجن التشكل في صورته، وخاصة إناث الجن فهي تهوى التشكل بصور القطط الزاهية الألوان، أو البيضاء.
ثم يسال المؤلف صديقه الجني المسلم إن كان عند الجن قوانين ومحاكم وقضاة؟ فيجيبه بنعم،
وإن الجن المسلم يطبق الإسلام بحذافيره خيرا من البشر، أما الجن غير المسلم ، فكل يطبق قوانينه،
فهناك الشيوعي وهناك البوذي وهناك اليهودي وهناك المسيحي، ويؤكد الجن المسلم لصديقه المؤلف أن الجن المسلم يقاتل مع المسلمين في صراعهم ضد قوى الشر،
ويذكر حربهم أي الجن في أفغانستان، والقصص الكثيرة للعائدين من ميدان الجهاد بخصوص مقاتلة الجن المسلم إلى جانب المجاهدين العرب والأفغان، ويتعهد لصديقه المؤلف أن يقاتل إلى جانب مسلمي فلسطين.
وهذا الكلام يقود المؤلف للحديث عن القرين، فيذكر عن عبد الله بن مسعود أنه قال: قال رسول الله (ص): (ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن، قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: وإياي؛ إلا أن الله أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير)7 .
ويسأل المؤلف الجني المسلم إن كان قرين النبي (ص) ما زال حيا؟ فيقول: نعم ومسكنه بالبقيع، وله مجالس علم يعلم فيها الجن المسلم أحكام الله تعالى، ويفسر لهم القرآن الكريم، ويشرح لهم حديث رسول الله،
وأغلب من يسلم من الجن إن لم يكن كلهم يذهبون للتعلم على يديه، ولو ترى الزحام الهائل حوله لسجدت لله مسبحا على عظمة خلقه وعجيب ملكه، فحمله المؤلف سلامه إليه وأوصاه أن يقول له أنه يحبه في الله.
- السحر والسحرة والتلبس من الجن بالبشر- الداء والدواء
بادئ بدء أقول- والكلام للمؤلف- إن هذا الباب أهم أبواب الكتاب، ويعرف السحر، فيقول:
السحر: هو ما يقوم به شخص للتأثير على شخص آخر، أو جملة أشخاص، لتحقيق غرض معين.
والنص القرآني يؤكد أن السحر كفر، والساحر كافر. وهناك ساحرات يشترط الجني أن يجامعهن، ومنهن واحدة اشترط شيطانها مجامعتها كل ربع ساعة.
وسألت صاحبي الجني المسلم عن حقيقة الساحر الأمريكي الذي يظهر في برنامج تلفزيوني، وهو يرتفع في الهواء،
ويخرج من الدمار سليما معافى، أو يضع فتاة في صندوق، ويشك في الصندوق عشرات السيوف، فيقطّع الفتاة تقطيعا، دون أن تتأثر!! ..
فقال: هذا الرجل معروف في عالم الجن، وهو حين يرتفع في الهواء فإن آلافا مؤلفة من الجن تحمله، وتحميه من الدمار.
والفتاة التي يقطعها في الصندوق هي جنية متشكلة تختفي ثم تعود دون أن تتأثر، ولكن ثق أن مثل هذا الساحر لا يموت بخير مطلقا، ولو مد الله في أعمارنا لرأينا نهايته غامضة.
وللسحر أنواع عديدة، أشهرها:
أسحار الكراهية، وإصابة محل بالكساد، ووقف حال فتاة عن الزواج، وهناك أيضا السحر المصحوب بتسخير جني لإصابة إنسان بمرض في عضو من أعضائه كشلل اليد أو تعب الكلى أو الكبد فيتوهم المرء أن الإصابة عضوية،
أو تسليط جن على رحم المرأة لسد قناة (فالوب) ومنع مني الرجل أن يتسرب إليها، وإصابتها من بعد بالأمراض السرطانية.
لكن أخطر أنواع السحر ربط الزوج عن زوجته، وعلاج هذا النوع من السحر يكون كما يلي:
1- أحضر سبع ورقات من السدر الأخضر، ودقها أو اطحنها بالخلاط
2- يوضع طحين ورق السدر في إناء مملوء بماء يكفي للشرب والاغتسال
3- تضع كفك اليمنى وشفتيك في إناء الماء بحيث يكون نَفَسَك وبعض ريقك به، وتقرأ الآيات والسور التالية، ويذكر الكاتب أسماء الآيات والسور.
4- يشرب المريض من هذا الماء، ويغتسل منه، ويكرر ذلك لمدة سبعة أيام، ولن يبقى بعدها أثر للسحر.
أما أسباب تلبس الجن بالبشر أو تسلطهم عليهم، فهي كثيرة، أهمها:
عشق الجني لامرأة أعجبه وجهها، ولهذا فإن المرأة المنتقبة، وبسر لا نعلمه، يستر الله وجهها عن عين الجني رغم حدة البصر التي يتمتع بها، وبالتالي لا يستطيع عشقها والنفاذ إلى رحمها ومجامعتها.
ولطرد الجني أو إهلاكه لا بد لمن يقدم على هكذا عمل أن يثق بالله، ويتوضأ، ويرفع من مكان العلاج الصور والتماثيل الموجودة،
وإذا كانت المريضة امرأة فعليه أن يأمرها بالوضوء والاحتشام، ويضع فوق رأسها مصحفا نازلا إلى عينيها كي لا يخرج الجني منهما فيفقأهما، كما يضع مصحفا فوق منطقة السرة والعورة، ويأمر أحد الصالحين أن يمسك بأطراف قدميها إذا كان يلبسها أكثر من جني، أو إذا كان الجني ممن يدعون الإسلام وهو جني صوفي، وهذا أخطر أنواع الجن وأشرسها.
ثم يضع يده اليمنى على رأس المريضة، ويقرأ في أذنها اليمنى الآيات والسور التالية، (ويذكر المؤلف الآيات والسور)، ثم يحدد للجني المكان الذي سيخرج منه، بعد أن يأخذ عليه العهد بالتوبة عن هذا الظلم.
أخيرا يشكر المؤلف صاحبه الجني المسلم، الذي أفاده في إصدار هذا الكتاب، ويودعه في زمزم المباركة، على أمل أن يمن الله عليه بكتاب جديد.
8- الوقاية خير من العلاج :
ينصح المؤلف القارئ بآيات وأدعية يتلوها عدة مرات في اليوم، فلا يتلبسه جن ولا شياطين.
وهو ليس الكتاب الأول، ولن يكون الأخير، في عالم الجن، فقد سبقه كتب كثيرة لعلماء وفقهاء كبار عن الجن
ومشاركتهم الإنسان في كل حركاته وعلومه وأفعاله، حتى أنه أي الجني – كما يعتقدون - يشارك الإنسان في زوجته.
وهذا الكتاب وصف لحياة الجن ومجتمعهم وقوانينهم ودولهم وملوكهم وأشكالهم وأعمالهم وعلومهم والعلاقة فيما بينهم،
وفيما بينهم وبين البشر، وهو في كل هذا يعتمد بشكلي كلي على أحاديث الرسول صلى الله عليه و سلم
حتى ليظن القارئ – وبعض الظن إثم – أن المؤلف استحضر هذا الجني المسلم بهدف إثبات صدق أقوال الرسول (صلى الله عليه و سلم)
التي لا يمكن لأحد أن يخامره الشك فيها. ونظرا لحجم وأهمية المعلومات التي يحتويها هذا الكتاب،
فقد رأيت أنه من المفيد، بل من الضروري أن يطلع عليها الناس أو بعضهم على الأقل،
علّها تساعدهم في معرفة الحقيقة وإعادة تجميع الصورة.
1- مقدمة الكتاب:
ولما كان الجن خلقا يساكننا هذا الكوكب، أو بتعبير أدق نحن ساكناه الأرض، فهو أسبق منا وجودا،
ولتكليف الله إياه بالعبادة والفرائض التي شرعها، اختصر لنا (الوحي) كل الطرق لمعرفة هذا العالم،
وبينت لنا (السنة النبوية) ما خفي عنا- بجلاء- مما هو متعلق بهذا العالم، حتى لا نضل سواء السبيل.
وحين كنت مديرا لمسجد الملك بحدائق القبة حيث إمام المسجد وعالمه فضيلة الشيخ (عبد الحميد كشك) حفظه الله،
وهو أحد أساتذتي الأجلاء، وقد دخلت علينا فتاتان تستفتيان في تلبس (جنية) بإنسية، والاثنتان مسلمتان،
أعني الجنية والإنسية، وقد تم التلبس أمام عيني- وليستيقن الذين آمنوا- وحادثتُ الجنية في أمور عديدة،
وهي تركية الأصل وتحسن العربية واسمها (جورحينا عبد الرحمن)، وبعدها بفترة زارتنا فتاة ملبوسة بجنية كافرة بل ملحدة.
إثر ذلك زادت خبرتي بهذا العالم العجيب،
فاستخرت الله عز وجل لتأليف هذا الكتاب عن عالم الجن الذي شاء الله عز وجل أن يتم بيني وبين جني مسلم
– بل كان كافرا ثم أعزه الله بالإسلام- عدة لقاءات متتالية مطولة،
وأستميح القارئ العزيز عذرا إن ضننت عليه بسر كيفية اللقاء حتى لا أسيء لمن أحببت،
ولأن من خلق المسلم صيانة السر واعتباره أمانة.
2- ضيف الكتاب:
جني مسلم أصله من الهند، من بومباي، كان مسيحيا كافرا، ثم أعزه الله عز وجل بالإسلام وهداه إلى الإيمان،
وهذا الجني المسلم يبلغ من العمر (180) عاما، وإسلام هذا الجني كان فتحا، فقد أسلم معه كثيرون لإسلامه،
منهم عشرة آلاف جني هم حرسه الخاص وحاشيته ،
فهو أمير كبير ذو صيت ومهاب، نسأل الله عز وجل أن يهدي به آخرين، وأن يثبته على الإيمان والإسلام.
- عالم الجن:
بعد أن يشرح المؤلف المعاني المختلفة لكلمة جن واشتقاقاتها واستعمالاتها في اللغة العربية،
يسأل صديقه الجني المسلم عن أقدم لغات العالم، فيخبره أن اللغة العربية هي أقدم لغات العالم، وهي أم اللغات وأولها ،
ومنها تفرعت كل اللغات الأخرى. ثم يؤكد المؤلف على وجود الجن المسلم والجن الكافر مستندا على قوله تعالى في (سورة الجن – الآيات 13-15) ،
وبعد أن يحدد المادة التي خُلق منها الجن،
وهي النار، يجيب على استغراب وشكوك قصار الفهم الذين استشكل عليهم أن يكون الجن من النار ويعذبون بالنار،
فيعتبر أن ذلك قضية إيمانية بالدرجة الأولى إذ أن الله قادر على كل شيء.
ثم يرد على الذين يقولون: إن الجن إذا أسلم وآمن وحسن عمله لا ينتفع بنعيم الجنة وملذاتها،
ولا ثواب له يوم القيامة سوى النجاة من النار، داحضا هذه الأقوال، ومؤكدا على ثواب الجن ومكافئتهم،
مستشهدا بقوله جل جلاله في حور عين الجنة بالآية (56) من سورة الرحمن: (فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان)،
ويستدل على رأيه كذلك بالآيات (130-132) من سورة الأنعام، ثم يستعين بتفسير القرطبي ليؤكد أن الجن تغشى في الجنة كالإنس. (تغشى أي تضاجع – الكاتب)
ثم يسأل المؤلف صديقه الجني المسلم عن أشكال الجن وهيئاته،
فيخبره أن أشكالهم تشابه كثيرا صورة الإنس فيما عدا بعض الفروقات البسيطة في حجم الرأس والعيون،
وإن من الجن من هم عيونهم قريبة الشبه بعيون الصينيين واليابانيين أما الأذنين فهما تشبهان أذنا الخيل والقطط،
وأن للجني هيكل عظمي وقلب وأجهزة تنفسية وهضمية وتناسلية، ولدى الجني الاشتهاء والانتصاب والقدرة على الجماع وقذف المني ،
وللأنثى الجنية غشاء بكارة يُفض عند الزواج، لكن بول الجني مختلف فهو ليس سائلا، وأخف كثافة بكثير من بول الإنسي،
ولهذا السبب فإن المسلم الذي لا يذكر الله عند نومه ولا يبيت النية لأداء فرض الله، لا يشعر ببول الشيطان حين يبول في أذنه،
مذكرا بحيث رسول الله (ص) بهذا الخصوص الذي رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة بإسناد صحيح عن ابن مسعود،
ثم يسأل المؤلف صديقه الجني المسلم إن كان للجني الكافر قرنان، فيستغرب صديقه معرفة الكاتب بهذه المعلومات بعد أن يؤكدها له،
ويسأله عن مصدرها،
فيخبره بحديث رسول الله (ص) الذي أخرجه بإسناد صحيح كل من أبي داوود والبخاري والنسائي ومسلم (إن الشمس تطلع بين قرني شيطان، وتغرب بين قرني شيطان)
أما بالنسبة للباس الجن فيخبره صديقه الجني أن الجني المسلم يلبس نعلين، بينما الجن الكافر يلبس نعلا واحدة في قدمه اليسرى،
مما يؤكد، كما يقول المؤلف صحة قول النبي (ص): ( لا يمشي أحدكم في نعل واحدة ،فإن الشيطان يمشي في نعل واحدة)1.
أما بالنسبة للنساء فالجنية المسلمة محتشمة منتقبة أو محجبة، لكنني أؤيد النقاب.
وبالنسبة للأكل والشرب، فإن الجني المسلم يأكل ويشرب بيمينه، بينما الجني الكافر يأكل ويشرب بشماله،
مما يؤكد كما يقول المؤلف صحة قول النبي (ص): (لا يأكل أحدكم بشماله ولا يشرب بشماله، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله)2.
أما عن كيفية دخول الجن إلى بدن الإنسان، والمكان الذي يدخل الجني منه،
فقد سأل الكاتب صديقه الجني المسلم فأخبره أن الجن يدخل إلى بدن الإنسان عن طريق الشرج، لأنه يحب الأماكن الوسخة.
وعن كيفية تمكن الإنسي من الجني يقول الكاتب بعد استشارة الجني المسلم: إ
ن أكثر ما يخيف الشيطان أو الجني الكافر، أن يقسم عليه الإنسي المسلم بأسماء الله العظمى،
فيحبس الجني على صورته تلك، ويتمكن منه الإنسي، أو يربطه ليشاهده الناس أو يلعب به الصبية،
كما همَّ الرسول (ص) أن يفعل، ويروي عن مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه،
قال رسول الله (ص) (إن عفريتا من الجن جعل يفتك عليَّ البارحة ليقطع عليَّ الصلاة، وأن الله أمكنني منه فَذُعْته- خنقته- فلقد هممت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تنظروا إليه أجمعون (أو كلكم) ثم ذكرت قول أخي سليمان >>
رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي<< فرده الله خاسئا) وأخرجه البخاري بنحو هذا اللفظ،
وجاء في مسند أحمد عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله قام فصلى صلاة الصبح وهو خلفه، فقرأ،
فالتبست عليه القراءة، فلما فرغ من صلاته قال: (لو رأيتموني وإبليس، فأهويت بيدي، فما زلت أخنقه حتى وجدت برد لعابه بين أصبعيَّ هاتين: الإبهام والتي تليها:
ولولا دعوة أخي سليمان لأصبح مربوطا بسارية من سواري المسجد يتلاعب به صبيان المدينة، فمن استطاع أن لا يحول بينه وبين القبلة أحد فليفعل)
- حياة الجن: فيخبره أن أشكالهم تشابه كثيرا صورة الإنس فيما عدا بعض الفروقات البسيطة في حجم الرأس والعيون،
وإن من الجن من هم عيونهم قريبة الشبه بعيون الصينيين واليابانيين أما الأذنين فهما تشبهان أذنا الخيل والقطط،
وأن للجني هيكل عظمي وقلب وأجهزة تنفسية وهضمية وتناسلية، ولدى الجني الاشتهاء والانتصاب والقدرة على الجماع وقذف المني ،
وللأنثى الجنية غشاء بكارة يُفض عند الزواج، لكن بول الجني مختلف فهو ليس سائلا، وأخف كثافة بكثير من بول الإنسي،
ولهذا السبب فإن المسلم الذي لا يذكر الله عند نومه ولا يبيت النية لأداء فرض الله، لا يشعر ببول الشيطان حين يبول في أذنه،
مذكرا بحيث رسول الله (ص) بهذا الخصوص الذي رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة بإسناد صحيح عن ابن مسعود،
ثم يسأل المؤلف صديقه الجني المسلم إن كان للجني الكافر قرنان، فيستغرب صديقه معرفة الكاتب بهذه المعلومات بعد أن يؤكدها له،
ويسأله عن مصدرها،
فيخبره بحديث رسول الله (ص) الذي أخرجه بإسناد صحيح كل من أبي داوود والبخاري والنسائي ومسلم (إن الشمس تطلع بين قرني شيطان، وتغرب بين قرني شيطان)
أما بالنسبة للباس الجن فيخبره صديقه الجني أن الجني المسلم يلبس نعلين، بينما الجن الكافر يلبس نعلا واحدة في قدمه اليسرى،
مما يؤكد، كما يقول المؤلف صحة قول النبي (ص): ( لا يمشي أحدكم في نعل واحدة ،فإن الشيطان يمشي في نعل واحدة)1.
أما بالنسبة للنساء فالجنية المسلمة محتشمة منتقبة أو محجبة، لكنني أؤيد النقاب.
وبالنسبة للأكل والشرب، فإن الجني المسلم يأكل ويشرب بيمينه، بينما الجني الكافر يأكل ويشرب بشماله،
مما يؤكد كما يقول المؤلف صحة قول النبي (ص): (لا يأكل أحدكم بشماله ولا يشرب بشماله، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله)2.
أما عن كيفية دخول الجن إلى بدن الإنسان، والمكان الذي يدخل الجني منه،
فقد سأل الكاتب صديقه الجني المسلم فأخبره أن الجن يدخل إلى بدن الإنسان عن طريق الشرج، لأنه يحب الأماكن الوسخة.
وعن كيفية تمكن الإنسي من الجني يقول الكاتب بعد استشارة الجني المسلم: إ
ن أكثر ما يخيف الشيطان أو الجني الكافر، أن يقسم عليه الإنسي المسلم بأسماء الله العظمى،
فيحبس الجني على صورته تلك، ويتمكن منه الإنسي، أو يربطه ليشاهده الناس أو يلعب به الصبية،
كما همَّ الرسول (ص) أن يفعل، ويروي عن مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه،
قال رسول الله (ص) (إن عفريتا من الجن جعل يفتك عليَّ البارحة ليقطع عليَّ الصلاة، وأن الله أمكنني منه فَذُعْته- خنقته- فلقد هممت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تنظروا إليه أجمعون (أو كلكم) ثم ذكرت قول أخي سليمان >>
رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي<< فرده الله خاسئا) وأخرجه البخاري بنحو هذا اللفظ،
وجاء في مسند أحمد عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله قام فصلى صلاة الصبح وهو خلفه، فقرأ،
فالتبست عليه القراءة، فلما فرغ من صلاته قال: (لو رأيتموني وإبليس، فأهويت بيدي، فما زلت أخنقه حتى وجدت برد لعابه بين أصبعيَّ هاتين: الإبهام والتي تليها:
ولولا دعوة أخي سليمان لأصبح مربوطا بسارية من سواري المسجد يتلاعب به صبيان المدينة، فمن استطاع أن لا يحول بينه وبين القبلة أحد فليفعل)
في هذا الفصل يذكر لنا المؤلف شيئا عن حياة الجن ومساكنهم وممالكهم فيقول:
الجن خلق كثيف العدد وكثيره إلى درجة لا يتخيلها عقل البشر، فإذا كان عدد سكان الأرض من بني آدم خمسة مليارات،
فإن عدد سكانها من الجن يفوق هذا العدد بمليارات ممليرة، ويندر أن يكون هناك مكان بهذه الأرض غير معمور بالجن برا وبحرا وجوا،
والجن أجناس وأصناف وألوان وأمم، وعالمهم كعالمنا، دول وملوك وقبائل وشعوب وأمراء وملوك ورعية،
وأديانهم كأديان بني البشر، فيهم المسلم – بحمد الله وفضله وهدايته وتوفيقه – وفيهم المسيحي الضال،
واليهودي المغضوب عليه، وفيهم الهندوسي والبوذي والوثني، وفيهم الملحد الشيوعي،
ومن أعجب العجب أن أحدهم كان يحضر دراسات في الفكر الشيوعي، ويجادل ويدافع عنه
- ومن حسن حظه أو لسوء حظه- أنني لم أكن موجودا حينها، لأفحمه، فلعله كان يسلم لله رب العالمين.
وأغلبهم والعياذ بالله مسخ قبيح، أو كلاب، ولإبليس مملكة ضخمة ووزراء وحكومة وإدارات كبيرة،
وله أي لإبليس خمسة مندوبين كبار ما زالوا أحياء حتى يومنا هذا، والجن معمر وأغلبهم يعيش آلاف السنين،
وهم يتلصصون على أخبار السماء ويسترقون السمع،
وإن جدي الكبير- أي جد الجني- كان يسترق السمع فأتبعه شهاب ثاقب أهلكه.
وقد قال الله تعالى شأنه في (سورة الحجر 16-19): (ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين وحفظناها من كل شيطان رجيم إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون).
كما روى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها عن النبي (ص) قال: (الملائكة تتحدث في العنان- والعنان: الغمام- بالأمر يكون في الأرض، فتسمع الشياطين فتقرها في أذن الكاهن كما تقرُّ القارورة، فيزيدون معها مائة كذبة).
ومن الجن من يقيم إقامة دائمة بمنازلنا، ومنهم من يأوي إلى الحمامات وبلاعات المجاري،
وهم في النهاية عالم قائم لهم منازلهم ومدنهم وزراعاتهم، ولهم تاريخهم وعقائدهم وأحزابهم وشعوبهم وملوكهم،
ومع ذلك إياكم أن تدعوا غرفة في المنزل خالية من حركتكم، ولو فرشت غرفة نوم وتركتها خالية دون أن تذكر الله بها فإن الشيطان ينام على الفراش،
وهذا كلام محمد (ص): (فراش للرجل وفراش لامرأته والثالث للضيف والرابع للشيطان)3 ،
ولذلك فكما أوصى محمد (ص)، فيما روى أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله (ص) قال: (إذا قام أحد من فراشه ثم رجع إليه فلينفضه بصنفةِ إزاره ثلاث مرات، فإنه لا يدري ما خلفه عليه بعده)4 .
ويتابع الجني المسلم: وهناك جيوش لإبليس منتشرة في كل مكان هم المتسكعون.
وهم الذين يزينون النساء في عيون الناظرين لتزداد إثما، ومن هؤلاء الشياطين من هو مختص بالنصف الأسفل من المرأة يوسوس لها بالإكثار من هزه،
ويزين هذه المنطقة لكل ناظر، وهذا الصنف من الشياطين يعمل ليل نهار بلا كلل أو ملل، ولا يستريح إلا قليلا.
وليس أدل على ذلك ما رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي الزبير أن رسول الله (ص) قال: (إن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان)،
وفي الصحيحين من حديث أسامة بن زيد أن النبي (ص) قال: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)،
وفي صحيح مسلم من حديث أبي سعد الخدري عن النبي (ص) قال: (اتقوا الدنيا واتقوا النساء)،
وعن ابن عباس عن النبي (ص) قال: ( لم يكفر من كفر ممن مضى إلا من قِبَلِ النساء، وكفر من بقي من قِبَلِ النساء)،
وعن سعيد ابن المسيب أن الرسول (ص) قال: (ما أيس الشيطان من أحد قط إلا أتاه من قِبَلِ النساء).
إنها مفاجأة للعالم أجمع، وكتابي هذا بإذن الله وتوفيقه مليء بالمفاجآت، وحل للغز الذي طالما حير العلماء والباحثين ولا يزال،
وإن كان صعبا إخضاع ذلك للتحقيق العلمي، لكنها الحقيقة كاملة أقدمها بفضل الله وتوفيقه للعالم الإسلامي ثم للعالم أجمع، ثم للباحثين عن حل اللغز ليريحوا أنفسهم من عناء كد الذهن وإنفاق المليارات من أجل التصوير بالأقمار الصناعية.
ولا يظن ظان إنني بفضل الله أقدم هذه الهدية العلمية بسهولة، فقد بذلت الكثير الكثير من المال- بقدر الطاقة- لاستضافة الجني المسلم،
ثم بذلت الكثير من الجهد العقلي في النقاش والمحاورة والمداورة.
إن عرش إبليس على البحر، كما يقول محمد (ص) في حديثه الذي أورده مسلم في صحيحه: (إن عرش إبليس على البحر فيبعث سراياه فيفتنون الناس فأعظمهم عنده منزلة أعظمهم فتنة...) وهو عند برزخ الماء حيث يقول الله في سورة الرحمن (19-20) ( مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان).
إنه يقع في منطقة مثلث برمودا، وجند إبليس وراء حوادث اختفاء الطائرات والسفن، خاصة وأن من يقودها ليسوا مسلمين، فلا حصانة معهم ضد الشياطين.
- الجن معيشة وقدرات- أشكال وأنواع:
إن ليلة العرس عند الجن مثلها عند الإنس، يخلو الرجل بأنثى الجن ويفض بكارتها التي خلقها الله دلالة على عذريتها،
والشرف عند الجن له أهمية عظمى تزيد قدرا عن عالم الإنس، وحجم معاناة الجنية الحامل يفوق حجم معاناة الإنسية الحامل،
لأن مدة حمل الجنية خمسة عشر شهرا، والبطن الواحد للجنية يتراوح عدد الأولاد فيه من سبعة إلى تسعة، وأحيانا تضع الجنية إثنا عشر ولد بين ذكر وأنثى،
وترضع أولادها كما يفعل إناث الإنس مع فارق أن مدة رضاعة طفل الجن تستغرق عمر إنسان من الإنس،
بعد ذلك يكبر الطفل ويتعلم ويدخل المدارس والجامعات، لكن بوسائل أرقى، ومعلومات مختلفة، وهناك من يتعلم الطب والهندسة والآداب والصحافة.
أما فيما يتعلق في مجامعة الجني للإنسية فهذا حق لأن رسول الله يقول: (إذا جامع الرجل أهله فلم يسمِّ انطوى الجان على احليله فجامع معه)5 .
وهذا تحذير نبوي لكل مسلم أن يستتر من الجن عند الجماع، وحبذا أن يقول كما أوصانا الرسول (ص): (بسم الله ، أللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا)، وإلا فإن شيطانا ما أو جنا فاسدا يحضر هذا الموقف ويشارك الرجل في جماع زوجته، بل ويقذف منيه مع مني الرجل فيفسده،
وهناك من النساء من تبتعد عن ذكر الله فيتلبس فيها جني ويقذف منيه بفرجها وهو يعيش فيه، وذلك عند كل جماع من زوجها الإنسي.
- أنواع الجن
الجن على ثلاثة أنواع كما يقول رسول الله (ص): (الجن على ثلاثة: فثلث لهم أجنحة يطيرون في الهواء، وثلث حيّات وكلاب، وثلث يحلّون ويظعنون)6 .
والكلاب في مجموعها نوع من الجن إلا أن الأسود البهيم منها ذا نقطتين بيضاويتين فوق عينيه شيطان مجرم حلال قتله إذا رأيته لا تتركه، اقتله.
وقد أخرج مسلم في صحيحه عن ابن الزبير عن جابر بن عبد الله، قال: ( أمرنا رسول الله (ص) بقتل الكلاب، حتى أن المرأة تقدم من البادية بكلبها فنقتله، ثم نهى النبي عن قتلها ،
وقال: عليكم بالأسود البهيم ذي النقطتين فإنه شيطان) كما جاء في مسلم كتاب الصلاة- باب: قدر ما يستر المصلي،
عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال: قال رسول الله (ص): (إذا قام أحدكم يصلي، فإنه يستره إذا كان بين يده مثل آخرة الرجل، فإذا لم يكن بين يده مثل آخرة الرجل، فإنه يقطع صلاته الحمار والمرأة والكلب الأسود) قلت يا أبا ذر: ما بال الكلب الأسود من الكلب الأحمر من الكلب الأصفر؟! فقال: يا ابن أخي: سألت رسول الله (ص) كما سألتني فقال: (الكلب الأسود شيطان).
وفي مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، قال الإمام: (والجن تتصور بصورة الكلب الأسود، وكذلك القط الأسود، لأن الأسود أجمع للقوى الشيطانية من غيره، وفيه قوة الحرارة).
وبالنسبة للحيّات فهناك حيّات كثيرة أصلها جن، وحيات كثيرة ما هي إلا جن متشكل في هيئتها،
إلا نوعين لا يستطيع الجن أن يتصور في صورتيهما، لهذا لا تتردد في قتل هذين النوعين، أما ماعدا ذلك فانذره وحذره ثلاثا قبل أن تقتله، فإن هرب وولى كان بها، وإلا فسمِّ الله تعالى واستعن به واقتله.
ولقد أخبر محمد (ص) بهذين النوعين وهما (الأبتر) و (ذو الطفيتين)،
وقد روى البخاري عن ابن عمر أنه سمع النبي يخطب على المنبر يقول: ( اقتلوا الحيات، اقتلوا ذا الطفيتين والأبتر فإنهما يطمسان البصر ويسقطان الحبل)،
وفي البخاري أنه (ص) قد أمر بقتل الحيات جميعا ثم نهى بعد ذلك عن ذوات البيوت وهي العوامر.
وماذا تقول في القطط؟ سأل المؤلف الجني المسلم، فقال: القط الأسود غالبا شيطان، أما غيره فيمكن للجن التشكل في صورته، وخاصة إناث الجن فهي تهوى التشكل بصور القطط الزاهية الألوان، أو البيضاء.
ثم يسال المؤلف صديقه الجني المسلم إن كان عند الجن قوانين ومحاكم وقضاة؟ فيجيبه بنعم،
وإن الجن المسلم يطبق الإسلام بحذافيره خيرا من البشر، أما الجن غير المسلم ، فكل يطبق قوانينه،
فهناك الشيوعي وهناك البوذي وهناك اليهودي وهناك المسيحي، ويؤكد الجن المسلم لصديقه المؤلف أن الجن المسلم يقاتل مع المسلمين في صراعهم ضد قوى الشر،
ويذكر حربهم أي الجن في أفغانستان، والقصص الكثيرة للعائدين من ميدان الجهاد بخصوص مقاتلة الجن المسلم إلى جانب المجاهدين العرب والأفغان، ويتعهد لصديقه المؤلف أن يقاتل إلى جانب مسلمي فلسطين.
وهذا الكلام يقود المؤلف للحديث عن القرين، فيذكر عن عبد الله بن مسعود أنه قال: قال رسول الله (ص): (ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن، قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: وإياي؛ إلا أن الله أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير)7 .
ويسأل المؤلف الجني المسلم إن كان قرين النبي (ص) ما زال حيا؟ فيقول: نعم ومسكنه بالبقيع، وله مجالس علم يعلم فيها الجن المسلم أحكام الله تعالى، ويفسر لهم القرآن الكريم، ويشرح لهم حديث رسول الله،
وأغلب من يسلم من الجن إن لم يكن كلهم يذهبون للتعلم على يديه، ولو ترى الزحام الهائل حوله لسجدت لله مسبحا على عظمة خلقه وعجيب ملكه، فحمله المؤلف سلامه إليه وأوصاه أن يقول له أنه يحبه في الله.
- السحر والسحرة والتلبس من الجن بالبشر- الداء والدواء
بادئ بدء أقول- والكلام للمؤلف- إن هذا الباب أهم أبواب الكتاب، ويعرف السحر، فيقول:
السحر: هو ما يقوم به شخص للتأثير على شخص آخر، أو جملة أشخاص، لتحقيق غرض معين.
والنص القرآني يؤكد أن السحر كفر، والساحر كافر. وهناك ساحرات يشترط الجني أن يجامعهن، ومنهن واحدة اشترط شيطانها مجامعتها كل ربع ساعة.
وسألت صاحبي الجني المسلم عن حقيقة الساحر الأمريكي الذي يظهر في برنامج تلفزيوني، وهو يرتفع في الهواء،
ويخرج من الدمار سليما معافى، أو يضع فتاة في صندوق، ويشك في الصندوق عشرات السيوف، فيقطّع الفتاة تقطيعا، دون أن تتأثر!! ..
فقال: هذا الرجل معروف في عالم الجن، وهو حين يرتفع في الهواء فإن آلافا مؤلفة من الجن تحمله، وتحميه من الدمار.
والفتاة التي يقطعها في الصندوق هي جنية متشكلة تختفي ثم تعود دون أن تتأثر، ولكن ثق أن مثل هذا الساحر لا يموت بخير مطلقا، ولو مد الله في أعمارنا لرأينا نهايته غامضة.
وللسحر أنواع عديدة، أشهرها:
أسحار الكراهية، وإصابة محل بالكساد، ووقف حال فتاة عن الزواج، وهناك أيضا السحر المصحوب بتسخير جني لإصابة إنسان بمرض في عضو من أعضائه كشلل اليد أو تعب الكلى أو الكبد فيتوهم المرء أن الإصابة عضوية،
أو تسليط جن على رحم المرأة لسد قناة (فالوب) ومنع مني الرجل أن يتسرب إليها، وإصابتها من بعد بالأمراض السرطانية.
لكن أخطر أنواع السحر ربط الزوج عن زوجته، وعلاج هذا النوع من السحر يكون كما يلي:
1- أحضر سبع ورقات من السدر الأخضر، ودقها أو اطحنها بالخلاط
2- يوضع طحين ورق السدر في إناء مملوء بماء يكفي للشرب والاغتسال
3- تضع كفك اليمنى وشفتيك في إناء الماء بحيث يكون نَفَسَك وبعض ريقك به، وتقرأ الآيات والسور التالية، ويذكر الكاتب أسماء الآيات والسور.
4- يشرب المريض من هذا الماء، ويغتسل منه، ويكرر ذلك لمدة سبعة أيام، ولن يبقى بعدها أثر للسحر.
أما أسباب تلبس الجن بالبشر أو تسلطهم عليهم، فهي كثيرة، أهمها:
عشق الجني لامرأة أعجبه وجهها، ولهذا فإن المرأة المنتقبة، وبسر لا نعلمه، يستر الله وجهها عن عين الجني رغم حدة البصر التي يتمتع بها، وبالتالي لا يستطيع عشقها والنفاذ إلى رحمها ومجامعتها.
ولطرد الجني أو إهلاكه لا بد لمن يقدم على هكذا عمل أن يثق بالله، ويتوضأ، ويرفع من مكان العلاج الصور والتماثيل الموجودة،
وإذا كانت المريضة امرأة فعليه أن يأمرها بالوضوء والاحتشام، ويضع فوق رأسها مصحفا نازلا إلى عينيها كي لا يخرج الجني منهما فيفقأهما، كما يضع مصحفا فوق منطقة السرة والعورة، ويأمر أحد الصالحين أن يمسك بأطراف قدميها إذا كان يلبسها أكثر من جني، أو إذا كان الجني ممن يدعون الإسلام وهو جني صوفي، وهذا أخطر أنواع الجن وأشرسها.
ثم يضع يده اليمنى على رأس المريضة، ويقرأ في أذنها اليمنى الآيات والسور التالية، (ويذكر المؤلف الآيات والسور)، ثم يحدد للجني المكان الذي سيخرج منه، بعد أن يأخذ عليه العهد بالتوبة عن هذا الظلم.
أخيرا يشكر المؤلف صاحبه الجني المسلم، الذي أفاده في إصدار هذا الكتاب، ويودعه في زمزم المباركة، على أمل أن يمن الله عليه بكتاب جديد.
8- الوقاية خير من العلاج :
ينصح المؤلف القارئ بآيات وأدعية يتلوها عدة مرات في اليوم، فلا يتلبسه جن ولا شياطين.
تعليقات
إرسال تعليق