علاقة قطر واسرائبل فى كتاب لدبلوماسى اسرائيلى
عرض كتاب الدبلوماسي الاسرائيلي سامي ريفيل رئيس مكتب المصالح الاسرائيلية في الدوحة..: كشف دبلوماسى إسرائيلى عن قصة تنامى العلاقات الإسرائيلية مع قطر، والمساعى الإسرائيلية المستمرة لاختراق دول الخليج العربى، فى كتاب صدرت ترجمته العربية عن دار نشر «جزيرة الورد» بالقاهرة، منذ أيام.
يقول محمد البحيرى، مترجم الكتاب من اللغة العبرية، في مقدمته، إن أهمية الكتـاب تنبع من أن مؤلفه «سامي ريفيل» يعد واحدا ممن كان لهم باع طويل فى دفع التطبيع بين إسرائيل والعديد من الدول العربية، وكان أول دبلوماسى إسرائيلى يعمل في قطر، وكان رئيس أول مكتب لتمثيل المصالح الإسرائيلية فى الدوحة خلال الفترة من عام 1996 إلى عام 1999، وعمل فى مكتب مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية ، ضمن فريق كانت مهمته دفع علاقات التطبيع الرسمية الأولى بين إسرائيل ودول الخليج العربى ، وتنمية التعاون الاقتصادى بين إسرائيل والعالم العربى بأسره. وفى السنوات الأخيرة ترأس سامى ريفيل قسـم العلاقات الإسرائيلية مع الاتحاد الأوروبى وحلف الناتو بوزارة الخارجية الإسرائيلية، ويعمل اليوم وزيرا مفوضا بسفارة إسرائيل فى العاصمة الفرنسية باريس.
ويربط الدبلوماسى الإسرائيلى بين صعود الشيخ حمد بن خليفة آل ثان أمير قطر إلى سدة الحكم بعد انقلابه على والده وبين تسريع نمو العلاقات بين قطر وإسرائيل ، فيقول إن الأمير سارع إلى توطيد علاقات بلاده مع الولايات المتحدة الأمريكية عبر توقيع اتـفاقية دفاع مشترك معها، والسماح لها بإقامة قواعد عسكرية أمريكية في قطر، الأمر الذى وفر حماية أمريكية للإمارة فى مواجهة أي ضغوط قد تتعرض لها من جانب الكبار المحيطين بها، لا سيما إيران والسعودية.
وأشار إلى تصريح أدلى به الأمير القطري الجديد لقناة «أم بي سي»، بعد 3 شهور فقط من توليه الحكم، قال فيه : «هناك خطة لمشروع غاز بين قطر وإسرائيل والأردن ويجرى تنفيذها»، وطالب الأمير بإلغاء الحصار الاقتصادى المفروض من جانب العرب على إسرائيل!
ويقول سامي ريفيل إن إقبال قطر على التطبيع مع إسرائيل وتصدير الغاز إليها تحديدا كانا يستهدفان الترويج عالميا للحقل الشمالي الموجود فى قطر، الذى يوصف بأنه أكبر حقل للغاز الطبيعى في العالم، ويقدر حجم الغاز الموجود فيه بما يزيد على 25 تريليون متر مكعب.
ويؤكد «ريفيل» صعوبة نسج العلاقات القطرية ـ الإسرائيلية التي شارك فيها هو بنفسه، لولا المساعدة التي حظى بها من مسؤولين كبار فى قصر الأمير ووزارة الخارجية القطرية وشركات قطرية كبرى. ويقول : «عملت خزائن قطر الممتلئة وعزيمة قادتها على تحويلها إلى لاعب مهم فى منطقة الشرق الأوسط، بما يتعدى أبعادها الجغرافية وحجم سكانها».
ويدّعي «ريفيل» أن التوترات التي شهدتها العلاقات المصرية ـ القطرية ترجع إلى الضغوط التى مارستها مصر على قطر لكبح جماح علاقاتها المتسارعة باتجاه إسرائيل، بسبب قلق القاهرة على مكانتها الإقليمية من الناحية السياسية، وخوفاً من أن تفوز الدوحة بصفقة توريد الغاز لإسرائيل بدلا من مصر، وهي الصفقة التى كانت وما زالت تثير الكثير من الجدل في الأوساط السياسية والاقتصادية والشعبية أيضا. ويشيد الدبلوماسي الإسرائيلي بالشيخة موزة، قرينة أمير قطر واصفاً إياها بأنها باتت السيدة الأكثر تأثيراً في العالم العربى، متفوقة بذلك على كل زوجات الرؤساء والملوك العرب! ..... يؤرخ «ريفيل» لبداية العلاقات الإسرائيلية مع دول الخليج العربي باتفاقات أوسلو التى تم التوقيع عليها في 1993 وبالإضافة إلى المحادثات الثنائية مع الفلسطينيين والتوصل إلى اتفاق السلام مع الأردن، كان هناك الحصاد المتجدد للمحادثات متعددة الأطراف لعملية السلام التى دشنت فى مؤتمر مدريد (أكتوبر 1991)، الذي جلست فيه إسرائيل حول مائدة واحدة مع دول عربية لم تقم معها علاقات دبلوماسية, لبحث التعاون فى قضايا المياه والاقتصاد ومراقبة التسلح والأمن الإقليمي, مشيراً إلى تحقق تقدم في اتجاه إقامة مؤسسات إقليمية مشتركة في الشرق الأوسط، مثـل إقامة بنك إقليمى للتنمية.
وأوضح «ريفيل» أن الاتصالات تركزت بشكل أساسي على إقامة علاقات سياسية بين إسرائيل وتلك الدول العربية التي لا حدود مباشرة لها مع إسرائيل، وعلى رأسها دول المغرب العربي : الجزائر وتونس والمغرب، ودول مجلس التعاون الخليجي الست ( السعودية، قطر، الكويت، البحرين، الإمارات العربية المتحدة، وسلطنة عُمان ).
وكان لجهود إسرائيل في هذا الاتجاه نتائج فعلية، بحسب «ريفيل»، ففي شهر سبتمبر 1994 أعلن مجلس دول التعاون الخليجي عن وقف المقاطعة الاقتصادية غير المباشـرة المفروضة على الشركات العاملة في إسرائيل أو معها، ما أزال واحدة من أبرز العراقيل التي كانت تعيق عمل الشـركات الأمريكية العاملة في إسرائيل ودول النفط الخليجية، وتـلا ذلك إقامة عـلاقات بين إسرائيل وهيئات ومؤسسات وشركات طيران عربية ، مثـل الخطوط الجوية الأردنية «رويال جوردونيان»، و«جالف إير» التي يقع مقرها في البحرين والخطوط الجوية القطرية «قطر إير»، وغيرها من الشركات التي خففت من القيود المفروضة على المسافرين والبضائع القادمة من إسرائيل إلى الدول العربية.
ويقول الدبلوماسى الإسرائيلى إن رجال الأعمال الخليجيين اهتموا كثيرا بما شـاهدوه من تـقدم تكنولوجى إسرائيلى، وبصورة مبدئية كانت تقديرات معهد التصدير الإسرائيلى تشير إلى أن إسرائيل تصدر منتجات تـقدر بمئات الملايين من الدولارات سنويا إلى دول الخليج العربي ، فى مجالات متنوعة مثل وسائل الاتصالات، وأجهزة التبريد والتكييف، والتجهيزات الطبية، والبتروكيماويات، ومواد البناء والأغذية والمنتجات الزراعية . ويشير «ريفيل» إلى اتفاق قطري ـ إسرائيلي لإقامة مزرعة حديثة تضم مصنعا لإنتاج الألبان والأجبان اعتماداً على أبحاث علمية تم تطويرها في مزارع إسرائيلية بوادي عربة، من أجل منافسة منتجات السعودية والإمارات ...
تعليقات
إرسال تعليق