قصة و عبرة
كـان رجـلاً شيخـاً طـاعـناً فـي السـن يشتكي من الألـم والإجهـاد فـي نهايـة كـل يـوم.
سـألـه صديقـه : ومـم هـذا الألــم الذي تشكـو منـه ؟
قـال الشيخ :
... ......
لـدي صقـران يجـب عليّ كـل يـوم أن أروضهمـا
وأرنبــان يـلـزم علي أن أحرسهما من الجـري خـارجــاً
ونسـران عـليّ أن أدربهمــا وأقـويهمــا
وحـيــة عـليّ أن أحـاصــرهــــا
وأســد عـليّ أن أحـفـظـه دائـمـاً مقـيّـداً فـي قـفـصـه
ومـريـض عـلي أن أعـتـني بــه وأخـدمــه
قـال الصديق مستغربـاً : ما هذا كـله ! لا بد أنك تـمزح ، لأنـه حـقـاً لا يمكـن لإنسـان أن يراعـي كـل ذلك وحـده يوميـاً.
قـال الرجـل الشيـخ : إنني لا أمـزح ولكـن ما أقـولـه لـك هو الحـقيقـة المـحـزنـــة الـهــــامــــه.
إن الصـقران هما (عيناي) وعلي أن أروضهمـا باجتهـاد ونشاط على النظـر للحـــلال وأمنعهمـا عن الحـــرام
والأرنـبان هما (قدمـاي) وعلي أن أحـرسهمـا وأحـفـظـهمـا مـن السـير فـي طـريـق الخـطـيـئـــه
والنسـران هما (يـداي) وعلي أن أدربهمـا عـلى العمـل حـتى تمداني بما أحتاج إليه وأستخدمهما فـي الحــلال ومساعـدة الآخــريـن
والحـية هي (لساني) وعلي أن أحـاصره وألجمـه باستمرار حـتى لا ينطـق بكــلام معـيب مشـين حـــرام
والأســـد هو (قـلبي) الذي توجـد لـي معـه حــرب مستمـرة وعلي أن أحـفظـه دائماً مقيّـداً كي لا يفلت مني فتخرج منه أمـور مشينة شـريـرة ، لأن بـصـلاحـه صـلاح الجـسـد كـلـــه وبفـسـاده يفـسـد الجـسـد كـلـــه
أمـا الرجـل المـريـض فهـو (جـسدي) كـلـه الذي يحتـاج دائمـاً إلـى يقـظـتي وعنـايتي وانتبـاهـي
إن هـذا العمـل اليـومـي المـتقـن يستنفـد عـافيتي
إن مـن أعـظـم الأمـور أن تـضبط نفـسك فـلا تـدع أي شخـص آخـر محـيـط بـك أن يدفـعك لغـير ما ترغـب أو تـقـتـنـع بـه
لا تـدع أيــاً مـن نزواتـك وضعـفـك وشهواتـك تقهرك وتـتسلط عليـك
لا يوجـد أعـظـم مـما خلقـك الله لأجـلـه وهو أن تكون عبداً له وملكـاً على نفسك
تعليقات
إرسال تعليق